تظل الحيادية في تغطية الخبر و التوازن في سرد المعلومة احد اهم مميزات التغطية الصحفية الناجحة خاصة اذا ما كان موضوع التغطية من الصعوبة و الحساسية التي تتطلب التدقيق الكثير . ومن هذا المنطلق وفي اطار تغطية للأزمة القائمة بين الألتراس و المجتمع الرياضي فقد حرص على الإتصال بالإعلامي الإيطالي الشهير جانكارلو بادوفان صاحب البرنامج الشهير على القناة الإيطالية سبورت ايطاليا "uno contro tutti" و الذي يعني واحد ضد الجميع ,كما انه تقلد العديد من المناصب الصحفية الكبيرة فقد كان نائب القسم الرياضي بجريدة la repubblica "الجمهورية ", المسؤول الرياضي الأول عن جريدة كوريرا ديل سيرا كما انه يعمل كمحاضر في جامعة ميلانو و يترأس اتحاد كرة القدم النسائية للهواة و العديد من المناصب الإعلامية و الشرفية في المجتمع الإيطالي .و سألناه عن الأزمة القائمة الحالية بين الألتراس و المجتمع الرياضي و عن تحليله لفكر الألتراس ,فكان هذا الحوار:
معروف عنك انتقادك و مهاجمتك للألتراس , لماذا الهجوم احياناً ؟
انا لا أهاجم لمجرد الهجوم ولا انتقد لمجرد النقد و لكن دوري الإعلامي يحتم علي تصحيح المسار ان كان هناك أخطاء و هو ما افعله معهم لأني أرى ان هناك أخطاء.. وبالتأكيد هناك ايجابيات وعندما تحدث أوضحها واتحدث عنها.
كيف ترى ايجابياتهم وسلبياتهم ؟
عندما نتحدث عن الألتراس فإننا نتحدث عن ايجابياتهم و سلبياتهم.. هم خليط من الأفكار المختلفة.دعنا نتحدث عن الإيجابيات أولا:لديهم الحماس لكرة القدم وأنديتهم ..فهم يحيوا مدرجات تلك الأندية..و بالنسبة للجانب السلبي : فهم يترجموا ذلك الحماس لعنف ضد جماهير المنافسين .. وأحيانا ضد اللاعبين ، وضد أمن الإستادات .. و انا ضد هذا تماماً.
هل أثر الألتراس في المجتمع أم انه كان متأثرا به , وهل يختلف هذا التأثير بحسب البلاد المنتمي اليها الألتراس؟
بالتأكيد يختلف هذا التأثير بين البلاد ... لكل بلد عاداته و تقاليده ..كما ان الوضع السياسي مختلف بين الدول و هذا يؤثر بالتأكيد. سأنقل لك الوضع الراهن في ايطاليا وهو ماقد يكون مشابها لما هو في مصر ...لا اعتقد ان الألتراس هو من أثر في المجتمع الإيطالي و لكن العكس صحيح ..المجتمع هو من صنع الألتراس ..أعتقد ان الألتراس هو انعكاس للمجتمع و تفكير الناس .في السبعينات .. كان الشباب يمارس العنف في الشارع بسبب الأحوال السياسية في ذلك الوقت ..اما الآن فلم يعد ذلك موجودا و لكن الألتراس يؤمن ببعض من هذه الأفكار و لكن ينفذها داخل الإستادات و ليس خارجها و هذا ما انتقد به الألتراس و لا أحبه و لا اشجع هذه الفكرة مطلقا.
على ذكر مقارنتك بمصر , كيف ترى ماحدث في مصر في كارثة استاد بورسعيد؟
ماحدث في بورسعيد هو الأسوأ ..انه اسوأ من كارثة ليفربول في هيسيل 1985 ....اعتقد ان في كارثة بورسعيد كان هناك أسباب سياسية و هو مايبدو واضحا لأي متابع .. من المحزن أن يدفع 74 شخص ثمن هذا .
ماذا إذا كنت اعلاميا متواجد في مصر و قت الحادثة ؟ كيف كنت ستغطيها ؟
عادة لا انحاز لأي طرف في عملي و لكن في هذه الكارثة كنت سأنحاز للضحايا ...لقد دفعوا ثمن حرصهم على مشاهدة المباراة ، و لكن في نفس الوقت كنت سأغطي الحدث سياسيا واتعرف على أسباب الكارثة وأوضحها للناس ..هذه الكارثة أكبر من الألتراس وأكبر من اختلافي معهم.
يعيش الوسط الرياضي في مصر حاليا حالة من الهجوم المتبادل بين الإعلام الرياضي و بين الألتراس، ما رأيك؟
اسمح لي ان اوجه كلامي للإعلاميين المصريين . انا معهم في انتقاد الألتراس إن تخطوا حدود التصرف ، خاصة ان كان هناك عنف .. لابد من انتقاده مهما حصل دون خوف .
هل هناك تشابه بين أسلوب تعاملكم في ايطاليا مع الألتراس،و مع ما يحدث في مصر أم ان الأمر مختلف ؟
الأمر مختلف في ايطاليا ...الألتراس في ايطاليا لايهتم بما يقوله الإعلاميون...منذ عشر سنوات عندما كنت أعمل في ميلان قامت جماهير ميلان بوضع لافتات مسيئة لي وهذا يعد هجوما لفظيا ،ولكنهم لم يقومو ابداً بمحاولة الهجوم على شخصي او أيا من الإعلاميين لسبب واحد انهم لا يهتموا بما يقوله الإعلاميون و هذا تفكيرهم.