لا أحب المستشفيات لكن في صباح يوم أمس كنت مع والدتي في المستشفى, كان الطقس بارداً وتم تشغيل التدفئة في الممرات وفي داخل غرف المرضى. الوقت كان وقت وجبة الفطور وانتشرت في الجو رائحة الخيار والبندورة, رائحة البيض المسلوق وسمك التونة. كانت هذه بالنسبة لي لحظات عصيبة شعرت وكأنني سأختنق بسبب هذا الجو المضغوط. مشاهدة المرضى بلباسهم الموحّد أينما نظرت جعلتني أتخيّل أنّ الهواء الذي أتنفسه مشبّع بالفيروسات. كان حلمي الوحيد في تلك اللحظة أن أخرج من المستشفى لأتنفس الهواء الطلق لكن الظروف حتمّت علّي أن أتواجد مع والدتي. نظرت إلى الأطباء وقلت لنفسي كيف يستحملون هذا الوضع يومياً ؟ نعم, مهنة الطب هي ربما آخر مهنة أفكر أن أعمل بها بدون التقليل من أهميّة أي مهنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته). بدون شك, الغرائز الطبيعية والإحساس الباطني لهما دور مهم في اختيارنا للمهنة التي نريد أن نعمل بها.