"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
مقولة أفلاطون “العقل السليم في الجسم السليم”…كلام غير صحيح و لا سليم…
فهي مقولة اشتهرت على ألسنة الناس يرددها العوام وغير العوام
إن عبارة العقل السليم في الجسم السليم ، هذه العبارة التي أطلقها الفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) منذ مئات السنين ، من قبل ميلاد المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام ، وتنقلت عبر الأجيال حتى وصلت إلينا ، هي عبارة غير صحيحة
ولو كان هذا صحيحا لغدا المصارعون أذكى الناس ولتصدى الملاكمون للمعضلات العلمية ولتربع (هرقل) و(شمشون) على هرم العبقرية ..
ولنعلم ان هناك أصحاب العاهات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن المعاقين من تفوقوا بعقولهم ولم يتفوقوا بأجسادهم من الأنبياء والصالحين وغير الصالحين واليك بعض النماذج من الأنبياء والصالحين
فها هو سيدنا موسى عليه السلام..أحد الخمسة من اولي العزم من الرسل…
كان “التغا” او غير فصيح اللسان…و الدليل قوله تعالى كما ورد في القران
(واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري)
وها هو نبي الله داود عليه السلام وهبه الله عقلا سليما وجسدا عليلا ابتلاه به ثمانية عشر عاما فماذا نقول عن كلمة أفلاطون ؟
وهاهو
الصحابي ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- الاعمى..
ذكره الله تعالى في سورة (عبس و تولى) …و يكفيه انه احد افراد افضل القرون! فماذا نقول عن كلمة أفلاطون ؟
وهاهو الامام سعيد بن المسيب….من اشهر ان لم يكن “اشهر التابعين”…كان بعين واحده ..او اعور!
وها هو ابو الأسود الدؤلي..هل ممن ينطق بالعربية من لا يعرفه او لم يسمع به…كان اعرج بل واصلع!
وها هو الامام الترمذي…احد اصحاب كتب الحديث او السنن..كان اعمى!
وها هو العلامة الإمام الشيخ ابن باز….علم بارزٌ يعرفه القاصي والداني مفتي المملكة العربية السعودية
لا يخفى بانه كان -رحمه الله- شيخا كفيفا.
وها هو الشيخ احمد ياسين. الذي كان.مشلولا مقعدا شبه اعمى وشبه اصم…زلزل “الكيان” الصهيوني و جعل للفلسطسنين و المسلمين عند الناس الكثير من الحسبان
وأما من غير المسلمين
فها هو المخترع الأمريكي أديسون ..كان مريضا مصاب بالصرع وأما نابليون وعالم الأحياء باستير والرئيس الامريكي فرانكلين روزفيلت….ثالث اعظم ثلاث رؤساء لامريكا بعد جورج واشنطن
و ابراهامن لنكولن… فكانوا مصابين (بشلل الأطفال) .. أما أكثر العباقرة شهرة وألمعية في عصرنا الحاضر فهو ستيفن هوكينج الذي أصيب بمرض (التصلب الجانبي) في شبابه وغدا اليوم مجرد عمود فقري مسجى على كرسي ويتحدث من خلال كمبيوتر آلي .. واشهر رحالة البرتغاليين…الذي اثبت للناس عمليا كروية الارض..
فرديناندو ماجلان…كان اعرج شديد العرج!
وها هي المرأة الخارقة ..الروائية الامريكية الشهيرة..هيلين كلير…تكتب و تسبح و تحيك..رغم انها كانت عمياء صماء…
و مما يذكر كقول بديع لها
” عندما يُغلق باب السعاده ، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الاحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقه بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا”.
حتى اهل الفساد والإفساد في الأرض من الذين برعوا في الموسيقى ينقلون ان احد البارزين عندهم…”بيتهوفن” كان موسيقارا اصم (او اصمخ)!
فعليه لا نوافق أفلاطون ..فالعقل السليم هو الاساس….أوافق ذلك جسما معافى
ام انه كان بالجسد بشيء من العلة أو المرض ولعمري لو كان هذا المفهوم صحيحاً لما رأيت معاقاً جسدياً ( شفاه الله ) سليمٌ عقلياً يتفوق على من أعطاه الله الصحة في العقل والجسد! فكم من معاقٍ جسدياً أصبح مفكراً ومخترعاً؟! وكم من معاقٍ يزن عقله عقول من نصفهم بالطفيليات البشرية ؟! ولو وضعت عقله في كفّه وعقولهم في كفّه لرجح بهم عقله!
فكم من معاق يملكك فكرا كبيرا ،!وكم من صحيح جسم عقله صغير وافعاله دنيئة ،!
يقول الزهري رحمه الله: ( إذا أنكرت عقلك فاقدحه بعاقل )، ويقول الشاعر:
يُعَدَُّ رفيـع القـوم من كان عاقــلاً
وإن لم يكـن في قومــه بحسيــب
وإن حـل أرضـاً عاش فيها بعقلـه
وما عاقــــلٌ في بلـدةٍ بغريب
بالنسبة لي سأرمي بقول أفلاطون ومهازله في مزبلة التاريخ وأصحح قوله إلى: ( الفهم السليم يدل على العقل السليم)
